استقبل بيت فلسطين في نابلس السفير الصيني تشن شينغتشونغ، وطاقم السفارة الصينية في فلسطين، وكان برفقة الوفد الصيني السفير مازن شامية مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لشؤون أسيا وأفريقيا واستراليا، وكان في استقبالهم منيب رشيد المصري رئيس التجمع الوطني للشخصيات المستقلة، والدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس وأمين سر صندوق ووقفية القدس، والمهندس وليد الأحمد، والدكتور عنان المصري وعدد من الشخصيات الاعتبارية.
وشكر السيد المصري السفير الصيني وأعضاء الوفد على زياراتهم التي تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين الصين وفلسطين، مستذكرا ما تقدمه الصين من دعم معنوي ومادي وسياسي للشعب الفلسطيني، مؤكدا على العلاقة التي ربطت الزعيم الراحل ياسر عرفات بزعماء جمهورية الصين الشعبية ابتداء من المؤسس ماو تسي تونغ، والرئيس شو ان لاي، مشيرا إلى أن المعاهد العلمية والجامعات الصينية خرجت العديد من الطلبة الفلسطينيين الذين قادوا النضال الفلسطيني، واستفادوا من التجربة الصينية في العديد من المجالات.
من جانبه شكر السفير مازن شامية، المصري على هذه الاستضافة، ناقلا تحيات وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي إلى السفير الصيني وأعضاء السفارة، مشيدا بالعلاقات التي تربط الشعبين، وضرورة تطويرها من السياسي لتشمل مناحي أخرى اقتصادية وصناعية وثقافية ورياضية وغيرها، حتى تستفيد فلسطين من هذه التجربة العظيمة لجمهورية الصين الشعبية.
وتحدث الدكتور عماد أبو كشك عما تقدمه الصين لصالح التعليم في فلسطين مشيرا إلى مبادرة حكومة جمهورية الصين الشعبية بتوقيع اتفاقية مع جامعة القدس بإنشاء مركز كونفوشيوس للتعاون والتبادل الأكاديمي في بناية مكتبة منيب رشيد المصري في جامعة القدس، متمنيا على السفير الصيني المضي قدما لاستكمال هذا المشروع الأكاديمي المميز الذي يستفيد منه الطرفين.
من جانبه أكد منيب المصري على أهمية استكمال هذا المعهد لما له من أهمية علمية وثقافية مميزة، مشيرا في ذات الوقت إلى وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم التي تم تأسيسها بالشراكة ما بين مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية وجامعة القدس والجامعة الأردنية، داعيا الجهات الأكاديمية المختصة في الصين إلى الانضمام إلى هذا المشروع الأكاديمي الطموح الذي يهدف أساسا إلى تطوير البحث العلمي ورفع جودة التعليم من أجل إنتاج المعرفة وتصديرها مما سيعود بالفائدة على الجميع وبخاصة أن هذه الوقفية تسعى إلى ضم أفضل الجامعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحسب التصنيف العالمي إليها، مشددا في ذات الوقت على أهمية الدعم المعرفي الذي تقدمه الصين، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من خبرات الصين في تطوير الصناعة الدوائية في فلسطين.
وتطرق المصري أيضا في حديثه مع الوفد الصيني إلى أهمية الدور الذي تلعبه الصين في دعم الاقتصاد الفلسطيني، وأيضا الدور السياسي المأمول منها في الدفع باتجاه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء الانقسام، مؤكدا على دور الصين المطلوب باعتبارها من الدول الصديقة والداعمة للشعب الفلسطيني.
كما تحدث المصري عن مشروع “إحياء “طريق الحرير” البري والبحري وهو المشروع الاقتصادي الأهم خلال العشرين سنة القادمة للصين والدول التي يمر بها هذا المشروع وعددها 65 دولة، بعدد سكان يفوق أربعة مليار نسمة، وبتكلفة خمسة تريليون دولار، الذي طرحه الرئيس الصيني شي جينبينج خلال جولته بدول آسيا الوسطى ودول جنوب شرق آسيا في 2013، تحت عنوان “بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري للقرن الحادي والعشرين”، مؤكد على أهمية هذا المشروع مشيرا إلى أن فلسطين تاريخياً، كانت تقع على طريق الحرير القديم، وكمثال ملموس على هذا وفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت عائلة جاسر من مدينة بيت لحم، تشتري من الصين الحرير لتقوم بتصديره إلى أوروبا وخصوصاً فرنسا، ولقد قام السيد سليمان جاسر ببناء قصر جاسر على الطراز الفرنسي في مدينة بيت لحم في العام 1910، وقام بإنشاء معارض حول القصر وتحول إلى معلم حضاري يزوره التجار والزوار. وفي عام 1995 تملكته شركة باديكو وحولته إلى فندق خمس نجوم، ويستقبل الجميع وخصوصاً السياحة الدينية.
ويذكر أن منيب المصري شارك في حفل تأسيس غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، والذي انعقد في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة بالصين في كانون الأول 2015، وفي ذات الاجتماع وتم انتخابه نائبا للرئيس، وهو ممثلا لفلسطين في هذا المشروع، ودعا المشاركين في الحفل في هونغ كونغ، أن يكون الاجتماع للعام 2017 في فندق جاسر في فلسطين، من اجل بحث إمكانية استفادة فلسطين من هذه المبادرة في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية.
وتحدث السفير الصيني عن أهمية العلاقة الصينية الفلسطينية وضرورة تطويرها بما يخدم البلدين، مشيرا إلى أن جمهورية الصين الشعبية تؤكد على موقفها الثابت والمبدئي في دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في الحرية والاستقلال الوطني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة وقف الاستيطان باعتباره غير قانوني وغير شرعي، ورفع الحصار فورا عن قطاع غزة، وضرورة المضي في إنهاء الانقسام الفلسطيني باعتباره مصلحة عليا للشعب الفلسطيني وسيساهم في تسهيل مهام القوى الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني.
وأكد على أهمية استكمال مشروع مركز كونفوشيوس في جامعة القدس، وهي معنية بموضوع البحث العلمي وجودة التعليم، وكذلك أشار إلى أن الصين معنية بتقديم المعرفة إلى الصناعات الدوائية في فلسطين لما لهذه الصناعة من أهمية في دعم الاقتصاد الفلسطيني وتأثير مباشر على تطويره، وفي هذا الإطار شكر السيد محمود الزلموط مدير عام شركة (سما) الدوائية والمستشار الدكتور عنان المصري السفير على هذا الدعم والاهتمام بالصناعات الدوائية في فلسطين. كما أعلن عن الشروع قريبا في إنشاء مشاريع صينية في فلسطين في مجال الطاقة الكهروشمسية، والتي ستساهم في حل مشكلة الطاقة في فلسطين.
وشكر السفير الصيني السيد المصري على حفاوة الاستقبال، وعلى ما يحويه بيت فلسطين من
تاريخ مصور يحفظ الذاكرة الفلسطينية، وفي أحد جوانبه يوثق العلاقة الفلسطينية الصينية.